.. زوج أمــي غــيــر حــيــاتــي ..

توفي والدي وانأ أبلغ من العمر خمس سنوات
أختي عمرها أربع سنوات وأخي عمره ثلاث سنوات ،
عشنا في بيت جدي لوالدتي سنتين حتى جاء موعد دخولي المدرسة ،،
كانت بداية صعبة لي ، حيث أن أول يوم لي في المدرسة كنت بصحبة والدتي
عندما أخذتني من يدي إلى المدرسة مشيا على الأقدام وعندما وصلنا إلى المدرسة
أخذت تقرأ علي المعوذات ونظرت لي بعيون باسمة تنتظر الأمل من خطواتي الأولى
نحو مستقبلي
عيون اختلطت في محاجرها الفرحة والدموع التي قرأت في حرارتها
( ليت والدك كان معك ) ،،

دخلت إلى المدرسة ووالدتي تراقبني من سور المدرسة وأرى في عيونها
اللهفة لمرافقتي ......
دخلت المدرسة وخطواتي الصغيرة تائهة لا أعرف ماذا أفعل وحدي ؟؟
فكل طالب يصحبه والده أو أخيه الكبير،،
أما أنا فوحدي أراقب الناس
بعيون ضائعة وسط الزحام ،، وما هي إلا لحظات أخذت أهرول فيها نحو والدتي
التي ماتزال واقفة عند سور المدرسة
أتيت إليها مسرعا فاحتظنتني وقالت مابك يا حبيبي قلت لها لا أعرف أين أذهب ...
فأجهشت بالبكاء تحسرا على حالي ..قلت لها لماذا تبكين قالت أنا فرحانة بدخولك
المدرسة إذهب يا حبيبي وصف مع الطلبة في الطابور ...

تأقلمت بعدها على وضعي وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود والدتي أصبحت
من المتفوقين دراسيا.... عشت سنتي الأولى في الدراسة بكل سعادة ...
وفي الإجازة الصيفية كان هناك خطب آخر جاء ليفسد سعادتنا ......
رجل جاء لخطبة والدتي ... كان شرط والدتي أن نرافقها إلى بيتها الجديد ....
ذهبنا إلى مدينة جديدة وبيت جديد وحياة جديدة ... هل يا ترى سوف تستمر
حياتنا سعيدة هنا ؟؟؟؟

بدأت حياتنا تأخذ وضعها الطبيعي مع هذا الرجل الجديد على حياتنا ..
بدأنا نحبه لما رأيناه منه من حب وعطف وحنان ..
بدأنا نشعر بحنان الأب الذي افتقدناه ....
كان له من الأولاد من زوجته الأولى ستة وبنت واحدة ..
بدأنا نشعر وكأننا إخوانهم الصغار المدللين ...
ابنته أصبحت صديقة حميمة لأمي وأبناءه أصبحوا يجلبون لنا الهدايا
ليبعثوا السرور إلى قلوبنا ،، أصبحت حياتنا تأخذ منحى آخر ..
قمنا نبادلهم الحب والتقدير ..

جاء الوقت للإنتقال إلى بيت زوج والدتي الجديد ،،، ومرة أخرى ....
بيت جديد وحارة جديدة وأناس غرباء علينا ....

جاء تقسيم الغرف في هذا البيت الجديد لصالحنا ...
فزوج والدتي أعطى لكل منا غرفة مستقلة به .. أخذت الفرحة
تداعب قلوبنا الصغيرة بهذا العطاء والجود والعطف ... أخذنا نمرح ونسرح
في هذا المنزل ...
وفي سطح المنزل كانت أحلى الذكريات .. فهذا السطح الكبير المقسم
كان مدينة مستقلة لنا وكنت أنا أحتل الجزء الكبير من هذه المدينة الصغيرة
لأترجم في أرض واقعها ما كنت أبتكره من أفكار .

كبرنا .. وكبرت معنا احتياجاتنا وما زال هذا الرجل كما عرفناه لم يتغير ...
فجوده وكرمه وعطفه يكبر معنا ... فلم نشعر يوما من الأيام
بأننا أقل عن الآخرين ,,
بل كنا في بعض الأمور أفضل منهم .

عشنا في جو من السعادة والحب والصفاء مع والدتي التي ضحت بشبابها
مع رجل يكبرها بكثير , ومع زوج أم وجدنا في حضنه الحب والحنان .

توفي هذا الرجل بعد أن ترك له في قلوبنا مكانة لن ننساها أبدا ....
توفي بعد أن أصبح كل واحد منا يعتمد على نفسه ....

فتحية لهذا الأب ولم أخطئ عندا أقول أنه أبي لأنني متأكد أن لو والدي كان على قيد الحياة لم نشعر بمثل هذا الكم الهائل من الحب والحنان .
وتحية لهذه الأم المضحية التي رفضت الزواج من رجال كانوا مقاربين لسنها ...

.الآن هل تغيرت نظرتكم لزوج الأم ..؟؟

أم أنه ذلك الشبح المخيف؟؟


منقول ..

دلوعة أهلها ..

يوجد من الطيب والوفاء وحسن المعاملة في الناس الكثير ..
لكن دائما نظرتنا للجانب المعاكس ..
لماذا ؟؟
مانريد إيضاحه ..
أن زوج الأم ..
قد يكون أب ثاني يعوض الأبناء مافقدوه ..

فلاتنظروا للجانب المعاكس ..
ووجه النظر للنور ..

لك الشكر عزيزتي لجميل المرور ..

حياك الرحمن عزيزتي..
قلب طفلة ..

نعم المجتمع يحمل من القصص الواقعية الرائعه الكثير..
فمن هنا نظهر النور..

سرنا المرور..
سعدنا به ..