أجمل مقال قرأتة عن الوالدين ..*لحظة الحقيقة*

*لحظة الحقيقة*
ما من شخص يصل الى داخلك مباشرة ويتجاوز مساحة الاحتمالات والمراهنات
الا الوالدين فهما يمنحاننا الحب غير المحدود والتضحية الغير المشروطة ..
حب فطري يمنحنا الامل ويغذينا بالتفاؤل ويفتح لنا ابواب الحياة ...
هؤلاء الذين يغسلوننا بشلال الحب منذ ولادتنا ويحولون مسار حياتهم
من اجل سعادتنا ..
ماذا نستطيع أن نعمل من اجل اسعادهم ... وهل لو جعلنا عمرنا كلة
شمعة من اجل اسعادهم ...هل يكفي..؟!
ننسى وتأخذنا الحياة بمشاغلها بينما الحياة لا تساوي لحظة طمأنينة معهم ...
وننسى ونعتقد أن تفاعلنا معهم في اللحظة وقناعاتنا بمشاعرنا أنها معهم
يكفي لارضائي ضمائرنا هو اعتقاد خاطئ..
المشاعر التي تبنى على الانفعال هي مشاعر لحظية و احساس وينتهي
بنهاية الموقف ..
المشاعر الحقيقية ليست في تأثر اللحظة وانفعال الموقف ..
بل سلوك وممارسة صدق واستمرارية ..
الظواهر الانية هي رد فعل مهما كانت تحمل من تأثر والمشاعر الصادقة
هي التزام وصدق ..
كل الدنيا لو منحناها لامهاتنا وابائنا لن تجزيهم .. الكون بأكملة يصبح
هامشا بسيطا امامهم ..
ولن يعني مهما عملنا من اجلهم نحن نسعد بالحياة بقدر ما نسعدهم
ونكسب رضائهم ..
الحافز لارضائهم ليس فقط لنكسب حبهم ودعواتهم ..
بل كل شيء من داخلنا أكبر منا يتجاوز التفسير أو حتى المبررات ..
من يا ترى يستحق أن نمنحة كل العمر و الحلم والفرح كباقة صغيرة نضعها
بين ايديهما ؟!!
هم العطاء الذين نسجا من عمرهما أرضية لنكبر عليها ..
جعلا من سنينهما شموعا تضيء دروبنا في الحياة ..كل يوم كبرنا فية
اختطفنا من عمرهما زمنا بحالة وسلبنا ضحكة رحلت قلقا على الطفل
الصغير وحجمنا طموحا تم تهميشة من أجل الحلم الكبير ..
-اين لنا عمر حتى نهدية لكما ؟!!
-كم من الزمن نحتاج حتى نرضي ضمائرنا ؟!!
-هل يكفي طووول العمر لنعبر عما في داخلنا ؟!!