مع دخول العام الدراسي ...كيف نحبب أبناءنا بالمدرسة
مع دخول العام الدراسي وعودة التلاميذ إلى المدرسة ...يواجه الأهل بعض المصاعب مع أبنائهم بسبب عدم تكيفهم السريع مع النظام المدرسي بعد فترة انقطاع لعدة شهور وخاصة الأطفال الذين يرتادون المدرسة لأول مرة..
كيف نساعد أبناءنا على التكيف السريع مع المدرسة وكيف نحببهم بها كان محور لقائنا بالدكتورة منى كشيك الأستاذة في كلية التربية بجامعة دمشق .
الحديث الإيجابي عن المدرسة ....
الدكتورة منى كشيك اعتبرت أن تهيئة التلميذ الذي يرتاد المدرسة لأول مرة تكون من خلال عدة طرق أهمها الحديث الإيجابي عن المدرسة من خلال القصة المصورة والقصيرة قبل النوم ومن خلال تلوين رسومات مدرسية تربطه بالمدرسة لاشعورياً وكذلك اصطحاب الابن للمدرسة قبل بدء الدراسة ومشاهدة المشوقات والمرغبات داخل المدرسة ومصاحبته في الأسبوع الأول من الدراسة بالاضافة إلى إشعار الابن بالأمان من خلال الاتصال فيه بالمدرسة لسهولة التواصل مع البيت في الأيام الأولى كما يحبذ إلحاق الابن بالمدرسة يوجد بها أخوه أو أحد أصحابه أو أقربائه ليكون أكثر راحة واطمئناناً .
إعادة الثقة للتلميذ الراسب...
وعن النصيحة التي يمكن أن نقدمها لأهل التلميذ الراسب أشارت كشيك أنه يجب على الأسرة أن تسير مع الابن الراسب في خطوط ثلاثة:
أولاً معرفة أسباب الرسوب هل هي كراهية المدرسة لحد الاستغناء عنها أم عدم وجود الاستقرار في البيت أم انشغال الابن بملهيات من النوع الثقيل أم صعوبة من صعوبات التعلم المعروفة مثل التوحد أونوع من التخلف وغيرها من الأسباب ... أما الخط الثاني بعد معرفة السبب لابد من إزالة هذا السبب والقضاء عليه وتجفيف منابعه تماماً ... وأما الخط الثالث هو إزالة الآثار النفسية للرسوب وذلك بالحديث الإيجابي عن الفشل وكذلك عرض قصص لراسبين تغلبوا على الفشل وكيف استثمروا هذا الفشل ليكون لهم بداية سلم النجاح ويمكن أيضاً نقل الابن من المدرسة التي رسب فيها لتغيير بيئة الرسوب وتهيئته في بيئة جديدة ومدرسة جديدة تكون أكثر استيعاباً له ولوضعه.
احتواء التلميذ المشاغب
وفي سؤال على كيفية التعامل مع التلميذ المشاغب الذي يعتبر عبئاً كبيراً على المدرسة والأسرة؟
بينت كشيك أنه لايمكن تحميل المدرسة وحدها عبء احتواء التلميذ المشاغب ولكن يجب أن يكون ذلك مناصفة بين البيت والمدرسة ولكل منهما دوره فبالنسبة للمدرسة لابد من الوقوف على كل حالة على حدة ومعرفة الأسباب الخفية للمشاغبة هل هي حب ظهور أوإثبات الذات أو هروب من واقع أو تفكك أسري ولكل حالة مجموعة من الحلول يتعامل معها المرشد والاختصاصي النفسي إن وجد وكذلك لابد للمعلمين من توفير البيئة المناسبة لممارسة الإبداع وإخراج الطاقات الكامنة وهذه البيئة ليست مادية فقط بل 90٪ منها لهاجوانب معنوية من تشجيع واستثمار وطرق تدريس ولابد للمدرسة من الخروج من التقليدية في ممارسة عملها وأن تقيم طرق تواصل فعالة ومستمرة ومتنوعة مع البيت ليتبادل الاثنان في معرفة وتقييم طرق المعالجة للمشاغب والرافض وليحدث تناغم تربوي بين الأطراف الثلاثة الابن والمدرسة والبيت ليعرفوا سوياً سيمفونية تعليمية راقية للوصول بالابن المشاغب والكاره للمدرسة لبر الأمان.
الانتقال إلى مدرسة جديدة ...
وفي حالة تغير ظروف الأسرة وانتقال الأبناء لمدرسة جديدة وحدوث مشكلات دراسية للأبناء نتيجة هذا التنقل ...أوضحت كشيك أن الانتقال لمدرسة أخرى جديدة من المفترض أن يكون طارئاً ولابد من ذكر سبب الانتقال للابن وأن يكون مقنعاً له كانتقال بسبب سفر الأب أولمرحلة مالية أسرية جديدة سواء صعوداً أوهبوطاً أوبسبب أن المدرسة الجديدة أكثر ملاءمة لظروف الابن ومواهبه هذا أولاً ...
أما ثانياً أن المدرسة الجديدة بالنسبة للطفل المنقول عادة تكون أصعب من دخوله لأول مرة في المدرسة حيث في الانتقال لديه قناعات ومعتقدات حول الدراسة والمدرسة منها السلبي ومنها الايجابي ناتجان من خبراته الشخصية لذلك يجب التعاطي مع تلك الخبرات بالطريقة المناسبة وقبل الانتقال على الأبوين ممارسة التهيئة الخاصة للطفل والحفاظ على التواصل والترتيب مع أصدقاء الابن من خلال الجوال والانترنت والزيارات حتى لايكون هناك أثر نفسي سلبي لعملية الانتقال .
دور المدرسة ...
وفي سؤال عن دور المدرسة بتهيئة المناخ المناسب لاستقبال الطلاب الجدد قالت الدكتورة كشيك :
إن المدرسة تلعب دوراً أساسياً في غرس حب المدرسة عند الطلاب وخصوصاً بالأسبوع الأول الذي يدوم طويلاً ، وأكثر الدراسات الحديثة تؤكد أن 88٪ من الفاشلين دراسياً يعود السبب في فشلهم إلى طريقة ونوعية الاستقبال والتعامل بالسنة الأولى ، كما يجب على المدرسة أن تقوم بخطوات عديدة لتغرس بنفسية الطالب الأمان و الاحترام لذاته والانجاز واللعب والترفيه والحب والقبول وذلك من خلال حفلة الاستقبال الجيدة والبسمة الراقية والتعلم بالترفيه والتعلم التطبيقي والتواصل المحترف الفعال مع البيت والمسرحيات والأناشيد الترحيبية والعروض المسلية الهادفة المحببة بالمدرسة والهدايا المعنوية والمادية و كذلك عدم الدخول بالدراسة مباشرة على أن يكون هناك تمهيد وتدريج وأن يبدأ اليوم الأول بساعتين دراسيتين وتزداد خلال الأسبوع ليصل لماهو مطلوب .