موضوع: كتاب يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه الخميس أغسطس 19, 2010 7:46 am
بعد صلاة الظهر من يوم الخميس 24/5/1424 هـ. اسرع المشيعون بجنازة امي الى حيث اللحد الضيق ، وما هي الا دقائق معدودة اجتهد فيها الباحثون عن الثواب تحت شمس الظهيرة الحارقة ن ولهيبها يحدوهم إلى الاستعاذه بالرحمن من حر جهنم ، ما هي إلا دقائق حتى صدر الامر الصارم : ( أهيلوا عليها التراب بأسم الله ، وعلى ملة رسول الله ) ، فأنهال التراب على أحب الأحباب ، وأنا واقف على قبرها واجما ، لا أكاد اصدق ما ترى عيناي ، فبالامس كنا نمسح عن جبينك يا أمي ذرات الغبار ، وها نحن أولاء نجتهد في رمسك بالتراب ...! وحثوت ثلاث حثيات اقتداء بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ووقفت على رأس أمي الذي طالما طبعت عليه القبلات ، وقفت غير آبه بحرارة الشمس التي تحرق الجلود ، لأن حرارة جوانحي تنسى ما سواها وعلة الحال تنسى علة الجسد . وانثالت اشجاني شلالات متدفقه نابعة من اعماق دفينه : أيه يا أمي يا حشاشة قلبي عن هذه والله هي الساعة التي ما تمنيت أن ادركها ... أيه يا أمي يا حبيبة فؤادي إن هذا والله هو الموقف الذي لم احسب له حسابا .. أيه يا أمي يا ضياء عيني إنهم لايدفنون جسدك ، بل يدفنون سعادتي وهنائي .. أيه يا أمي يا غذاء روحي احقا أن هذا هو آخر عهدي بك في هذه الدنيا ... وتدحرجت مني دمعة أسى وحزن اجتهدت في أن اخفيها عن الشامتين والحاسدين ، وهل في الموت يا عباد الله شماته أو حسد ؟ و( حتى على الموت لا أخلوا من الحسـد ) ولولا الحياء لهاجني استعبـار وطفا بعيني دمعها المـدرارا وانتبهت بعد برهة من الوقت فإذا القوم..........
من كتاب / يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه ** دمعــــــة على قبـــر أمي ** أ.د/ صالح بن حسين العايد
كتاب في رثاء الأم .. وأي أم هذه التي رُثِيت ؟! أم عبد الله رثاها ( ابنها ) الأستاذ الدكتور صالح بن حسين العايد ( أبو أسامة ) بحروف تبكي من يقرأها وتدفع به إلى برّ أمه وتجعله ينظر إليها بعين وقلب غير التي عهدها على نفسه
كتاب رائع جدا .. يقع في 163 صفحة ( من القطع المتوسط ) إن بدأت به فلن تنتهي قبل أن تختمه ستنتقل من مقال إلى قصيدة إلى قصة إلى موقف إلى حكمة إلى مقولة .... مشوق في أسلوبه وسرده .. ممتع في أدبه .. رائع في جمال ما احتواه من قصائد.